کد مطلب:354691 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:210

الخبر فی روایات الإمامیة
أضفنا هذا الفصل بطلب من بعض أهل الفضل، تتمیما للبحث - حیث كان علی ضوء روایات أهل

السنة فقط - وشرحا لما أوجزناه فی الجواب عن " فإن قیل ". لقد أشرنا - فی السؤال - إلی شهرة خبر تزویج أم كلثوم من عمر بن الخطاب، و إلی وجود روایات فی كتب أصحابنا، ولكن - وبالرغم من الشهرة و الروایات - نجد جمعا من أكابرنا ینكرون الخبر من أصله، كما لا یخفی علی من راجع رسائل الشیخ المفید والسید المرتضی و السید ناصر حسین نجل صاحب عبقات الأنوار و غیرهم، فی هذا الموضوع. إلا أنا نؤكد علی أن ما ورد بسند معتبر من طرقنا لا یدل إلا علی ما ذكرناه فی جواب السؤال، و نقلنا فیه كلام النوبختی من أصحابنا، والزرقانی من أهل السنة... فلنذكر تلك الأخبار: 1 - عن أبی عبد الله علیه السلام: " فی تزویج أم كلثوم، فقال: إن ذلك فرج غصبناه ". 2 - عن أبی عبد الله علیه السلام قال: " لما خطب إلیه قال له أمیر المؤمنین: إنها صبیة، قال: فلقی العباس فقال له: مالی؟ أبی بأس؟ قال: و ما ذاك؟ قال: خطبت إلی ابن أخیك فردنی، أما و الله لأعودن زمزم، و لا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها، و لأقیمن علیه شاهدین بأنه سرق، ولأقطعن یمینه. فأتاه العباس



[ صفحه 60]



فأخبره، وسأله أن یجعل الأمر إلیه، فجعله إلیه " [1] .

3 - عن سلیمان بن خالد و غیره - واللفظ له - " سالت أبا عبد الله علیه السلام عن امرأة توفی زوجها، أین تعتد؟ فی بیت زوجها تعتد أو حیث شاءت؟ قال: بلی - حیث شاءت، ثم قال: إن علیا علیه السلام لما مات عمر أتی أم كلثوم، فأخذ بیدها، فانطلق بها إلی بیته " [2] .

فنقول - بناء علی قبول هذه الروایات -: إنه لیس للخصم إلزامنا بها، لأن غایة ما أفادته وقوع العقد بعد التهدید و التوعید، ثم انتقال البنت إلی دار عمر، ثم موته عنها ومجیء الإمام علیه السلام إلی داره و أخذه بیدها و انطلاقه بها إلی بیته، و لعل فی جملة " فأخذ بیدها فانطلق بها إلی بیته " شهادة بما صرح به غیر واحد من علماء الإسلام من أنه مات عنها قبل بلوغها. فأی فضیلة لعمر فی هذا؟ و أی غضاضة علی أمیر المؤمنین و أهل البیت؟ و هل یدل وقوع هكذا تزویج علی المصافاة و المحاباة؟ و إذا كان عمر قد هدد أمیر المؤمنین بما فی الخبر، لأجل هذا " الغصب "، فما كان تهدیده لأجل غصب " الخلافة " فاضطر أمیر المؤمنین و أتباعه إلی السكوت و إلی البیعة عن إكراه؟ بل لقد كان هذا " الغصب " لإزالة آثار ذاك " الغصب "!! ومن " عمر " تعلم " الحجاج "!! إقرأ الروایة التالیة: " قال محمد بن إدریس الشافعی: لما تزوج الحجاج بن یوسف ابنة عبد الله ابن جعفر، قال خالد بن یزید بن معاویة لعبد الملك بن مروان:



[ صفحه 61]



أتركت الحجاج یتزوج ابنة عبد الله بن جعفر؟ قال: نعم، ما بأس بذلك. قال: أشد البأس و الله. قال: وكیف؟ قال: والله - یا أمیر المؤمنین - لقد ذهب ما فی صدری علی الزبیر منذ تزوجت رملة بنت الزبیر. قال: فكأنه كان نائما فأیقظه.قال: فكتب إلیه یعزم علیه فی طلاقها. فطلقها " [3] .


[1] الكافي، كتاب النكاح 5 / 346.

[2] الكافي، كتاب الطلاق 6 / 115، وقد وردت هذه الرواية في الكتب الفقهية لاشتمالها علي الحكم المذكور فيها.

[3] مختصر تاريخ دمشق 6 / 205.